barby عضو شرف
عدد المساهمات : 246 نقاط : 6531 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 19/10/2009
بطاقة الشخصية نشاط فرعى: 2
| موضوع: قصاص وقعيه حدثت بل فعل الخميس ديسمبر 24, 2009 8:26 pm | |
| By barby3d at 2009-12-24 جرت أحداث قصتي هذهفي أواخر القرن الهجري الماضي…. كنت البنت الكبرى بين ثلاث بنات ,لأب يحمل من الأبوة الاسم فقط.!وأمٍ تمتلك الكثير والكثير من الرقة والحنان ,وكذلك الكثير من المرض, وبحكم الظروف الجادة بل والقاسية التي تربيت فيها ,فقد كبرت قبل أواني بسنوات!!ولا عجب فالإنسان بتجربته لا بعمره. كانت أمنياتي مختلفة عن بقية أمنيات البنات!! لم أكن أحلم بأن أضع في شعري شرائط ملونة , أو أن أشتري حقيبة جديدة للمدرسة,لم أكن أحلم بشيء سوى أن تتعافى والدتي من مرضها وأن تبقى لنا,ولم أكن أعرف ماهو مرض والدتي بالضبط, غيرَ أن صدرها يؤلمها وبأنه تنتابها فترات يضيق معها تنفسها بشكل مؤلم لي قبل أن يكون مؤلم لها!! كنتُ عندما أعود من المدرسة أُسرعُ وأقبلُ رأس أمي,وأتجه إلى المطبخ وأبدأ في غسل الصحون والأطباق ولا أكترث لكلام والدتي بأن أترك ذلك ,فكل ما يشغلني أن تبقى لي والدتي وألا يصيبها أي مكروه وأذى,وفي أيام أخرى عندما أعود من المدرسة وأجد والدتي ملقاة على الأرض وأجدها بالكاد تتنفس , أضع أذني على صدرها تلقائياً مع أنني لم أكن أعرف لماذا أقوم بهذه الحركة!! لكني كنتُ أشعر بطمأنينة كبيرة بعدها,ولا شعورياً بعدها أجدني أتجه إلى بيت جارتنا أم سعود وأخبرها بأن والدتي تتنفس بصعوبة ,فتمسك بعباءتها وتلحق بي وتسابقني على الدخول إلى المنزل حيث والدتي. ,وترفع أم سعود والدتي من على الأرض وتتحسس صدرها, ثم تأتي برباط وتلفه على كامل صدر والدتي, وتشده بقوة وأنا لاأعلم لماذا؟! فيخف الألم عنها قليلاً وتهدأ نفسي ويهدأ روعي ,ورغم تعب والدتي واشتداد الألم عليها, إلا أنها تصر على أن تضِّيف جارتنا أم سعود, فأذهب وأحضر القهوة والشاي,ولا يهمني كل ذلك حتى لو استمريت في العمل طوال اليوم ,فما يهمني هو ألا تصاب والدتي بأي مكروه وأن تبقى لي, تستأذن أم سعود من والدتي وتضع الغطاء على وجهها ,عندما تسمع صوت الباب يفتح من قبل سيد البيت والدي, وتودعها والدتي بالدعاء لها ولأولادها, وتستجمع والدتي قواها وتتحامل على نفسها ,متجهةً إلى المطبخ لكي تعد الغداء لنا ولوالدي , فيقابلها والدي في منتصف فناء البيت ,ويسأل عن غداءه دون اكتراث لأي شيء آخر, حتى ولو كان وفاة أمي ,فما يهمه الآن هو غداءه فقط!! تتعذر والدتي بصوت متقطع ومخنوق ,بأنها كانت متعبةٌ جداً وبأن المرض قد اشتد عليها ولم تستطع أن تفعل شيئاً, لا ينتظرها والدي حتى تكمل كلامها فيبدأ في شتمها وسبها وبأنها أصبحت امرأة عجوز لاتنفع لأي شيء ,تخيلوا لأي شيء!! وبأنه قد استحملها هي ومرضها كثيراً وبأنه لم يعد يطيق أن يستحمل أكثر من ذلك!!ثم يخرج من المنزل مغلقاً بابه بشدة, وهو يردد شتائمه أمام خوفي الشديد على والدتي من أن يعود إليها ضيق التنفس مرة أخرى, انتبه على صوت أم سعود وهي تدخل علينا حاملة طبقاً, أعلم يقيناً بأنه غداءنا قد اقتسمته لنا من غداء أولادها!! آآه كم هي رائعة أم سعود في زمن يقسو علينا فيه أقرب الناس إلينا!! وبسرعة تضع أم سعود الطبق على الأرض, وتركض باتجاه والدتي ,وتُقْسِم عليها أن تجلس لكي ترتاح لكي لا تعود إليها نوبة المرض مرة أخرى!! تجلس والدتي أمام إصرار أم سعود, وتستند إلى الجدار مظهرةً ابتسامةً حقيقية ودعوات قلبية صادقة لها,في هذه اللحظة ينتابني شعور كبير بالفرح والطمأنينة ,فوجود أم سعود بجانبنا أنا ووالدتي أعتبره صمام أمان لنا, فأنا في أحيانٍ كثيرة أعجز عن التصرف بشكل سليم مع مرض والدتي ,ووجود امرأة كبيرة كأم سعود لا يعدله شيء بالنسبة لي وحتى بالنسبة لوالدتي رغم أنها تخفي ذلك, ولكني تعودت أن أقرأ في عينيها كل شيء,كل شيء ,وهذا ما جعلني أشيخ قبل أواني, وفي اليوم التالياستيقظت صباحاً لأجد والدتي في المطبخ قد أشعلت ناراً كبيرة, ومنها عرفت مباشرة بأنه سيأتي والدي ضيوف على الغداء,فالنار الكبيرة هي بالتأكيد تعني أن والدتي ستطْبُخ طعاماً كثيراً لا أعرف كم شخص سيكفيه هذا الطعام,عند ذلك أمتنع عن الذهاب إلى المدرسة لكي أساعد والدتي في تجهيزالغداء لضيوف القادمين, فتصر والدتي على ذهابي إلى المدرسة ,وتردد بأن التعليم هو السبيل لمستقبل أفضل وهو بداية التغيير لحياة أفضل, ورغم أمية والدتي وعدم إتقانها للقراءة وللكتابة إلا أنها تمتلك وعياً كبيراً جعل منها مدرسة متكاملة في نظري, وأمام هذا الإصرار من والدتي لا أجد إلا أن أذهب بجسد متثاقل الخطى إلى المدرسة ,وأما روحي وقلبي وعقلي ,فقد بقيت معلقة بأركان البيت تراقب حركات والدتي, خرجتُ من المنزل تجرني قدماي باتجاه المدرسة, فكرت قليلاً ثم توقفت عند باب جارتنا أم سعود,وطرقتُ الباب, وفتحت هي الباب لي واستقبلتني بابتسامتها قائلة :هلا ببنيتي,هلا ببنيتي كيف حال أمك؟ فقبلتُ رأسها مباشرة, وقلت لها بصوت الراجي والخائف, يا خالتي أرجوك اذهبي إلى أمي في المنزل فهي منذ الفجر قد أشعلت النار لكي تجهز الغداء لضيوف والدي هذا اليوم, وأنتِ كما تعلمين بأنها متعبة منذ يوم أمس,ولن تقوى على فعل شيء ,وقد رَفَضَتْ أن أجلس معها وأصرت على أن أذهب إلى المدرسة!! طمأنتني أم سعود أو(صمام الأمان) هكذا أسميها, وطَلَبت مني أن أُكمل طريقي إلى المدرسة, وأن أنسى موضوع والدتي وأن أنتبه إلى دروسي, فهي حالما تضع الإفطار لأولادها فسوف تذهب مباشرة إلى والدتي لتساعدها في كل شيء,ولن تتركها حتى تطمئن عليها. أكملتُ طريقي إلى المدرسة وأنا أُكَلِم نفسي وأفكر في أنه لو لم تكن لنا جارة مثل أم سعود فماذا سيحل بنا؟؟ دخلتُ الصف وأخذت مقعدي,ولم أدري كم مضى من الوقت ,إذ لم انتبه إلا على صوت المعلمة تناديني قائلة: نورة؟ نورة ألا تسمعين هيا جاوبي؟ قمت من مكاني وقلت: نعم حاضر يا أستاذه أنا موجودة؟ قالت: أنا أعرف بأنكِ موجودة!! أنا أسألك متى ولد الرسول الكريم, محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت : ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ,في عام الفيل يا أستاذه, قالت المعلمة : ممتاز ممتاز يا نورة ,تصفيق حار يا بنات تصفيق حار يا بنات,فأخذت الطالبات يصفقن لي وسط فرحتي ودهشتي من الموقف ,وحمدت الله على أن ألهمني الإجابة!! عادت المعلمة إلى شرح الدرس ,وعدت أنا إلى شرودي ومحاولة لملمة شتات أفكاري ,كنتُ أدعو الله أن يشفي أمي وأن يقف معي ومعها,نعم كنت صغيرة في عمري ولكن كان في داخلي عجوز بعكازها ,تتوسط روحي وتتحكم في كل تصرفاتي, فما أمر به ويمر بي قد جعل مني عجوزاً في جسد طفلة!! انتبهت على صوت الجرس وعلى صوت الطالبات وصراخهن قائلات :فسحة فسحة, لم أكن أهتم لأمر الفسحة إذ ليس معي ما يجعلني أستمتع بها أو أن أجد فيها ما يسلي خاطري ,إذ لم يكن معي حتى ريال واحد ! ولم أكن أكترث لذلك كثيراً!!كنت فقط أنتظر أن يمر الوقت بسرعة وان أسمع صوت جرس الحصة الأخيرة,لكي أذهب إلى أمي, خرجت في فناء المدرسة ومشيت وسط جموع الطالبات,ورفعت بصري أخذت أنظر إلى السماء ,وأثناء دعائي بأن يحفظ الله أمي ,جاءت حمامة وحطت على سور المدرسة,أخذتُ أنظر إليها بحسرة وتمنيتُ لو كنتُ مكانها, تمنيت أن يكون لي جناحين لكي أذهب وألقي نظرة على أمي,وعلى جارتنا أم سعود وماذا فعلت مع أمي؟ انتهت الفسحة وبدأت الطالبات في أخذ مقاعدهن في الصف, ودخلت علينا المعلمة, ومباشرة قلت لها: يا أستاذه لو سمحتي : كم بقي على الخروج من المدرسة وعلى جرس الحصة الأخيرة؟؟فتجيب المعلمة بقي الكثير يا نورة ,بقي الكثير يا نورة!! لكن لماذا في كل يوم تسألين عن الحصة الأخيرة, ألا تملين من ذلك نورة؟ كنت أسألُ وأنا أعلم الإجابة قبل السؤال!! كنت أسأل متمنية أن تغير المعلمة إجابتها هذه المرة قائلة: بعد قليل سنسمع جرس الحصة الأخيرة يا نورة, ورغم هذا كنتُ أعرف بأن المعلمة سوف تعنفني جراء سؤالي المتكرر عن توقيت الحصة الأخيرة, ولكني أجد نفسي لا شعورياً أنساق خلف مثل هذا السؤال!! فوضع أمي وحالتها تسكنني وتجري في دمي,حتى أنني أشعر بها بين أنفاسي!! مرت الحصص بشكل ممل ورتيب ,وعند إطلاق جرس الحصة الأخيرة كنت أول طالبة تخرج من الصف, وربما كنتُ حتى أول طالبة تخرج من المدرسة!! كل ذلك من أجل أن أطمئن على والدتي. أخذت أجري مسرعة بكل ما أوتيت من قوة باتجاه منزلنا, ودقات قلبي تسبقني, وصلت البيت وبسرعة فتحت الباب ودخلت وأنا أصرخ بأعلى صوتي أمي…أمي… أغلقت الباب, وأغلقت معه الصفحة الأولى من صفحات حياتي يتبع في الحلقة الثانية | |
|
مايو عضو نشط
الجنس : عدد المساهمات : 17 نقاط : 5468 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/12/2009
| موضوع: رد: قصاص وقعيه حدثت بل فعل الأحد ديسمبر 27, 2009 11:07 am | |
| يا سلام والله قصه مشوقه امتى هتكمليها يا باربى على فكره ربنا يوفقك كمان وكمان | |
|
مايو عضو نشط
الجنس : عدد المساهمات : 17 نقاط : 5468 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/12/2009
| موضوع: رد: قصاص وقعيه حدثت بل فعل الأحد ديسمبر 27, 2009 11:09 am | |
| يا سلام والله قصه مشوقه امتى هتكمليها يا باربى على فكره ربنا يوفقك كمان وكمان | |
|